ان ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﻭ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪمة ﻟﻬما طبيعتان ﻣﺨﺘﻠﻔتان وخاصة عندما ننظر ﺍﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩية ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎلة، ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ، ﺍﻟﺴﻴﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﻪ وكذلك النمو. ففي ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩيات ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮة يكون التنبؤ بالمتغيرات لبعض ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ (الصناعية) امرا قابل للتطبيق ﻻن ارتباطها يكون ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ماليا ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩيا ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ, ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻻﻭﺭوبية ﻭ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻻﻣﺮيكية -تقنيا- ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺮكة السعرية ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻔﺲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﻩ البنكية الممنوحة من البنوك المركزية ﻭﺣﺘﻰ نفس مستويات ﺍﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎﺕ السعرية التي تعتري ﺍﺳﻮﺍﻕ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ المالية.
ان ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ التالي تظهر ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻪ لاﺳﻮﺍﻕ ﺍﻻﺳﻬﻢ ﺍﻻﻭﺭﻭبية ﻭ ﺍﻻﻣﺮيكية ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﺳﻌﺎﺭها ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ سنة 2008 والتي ﺑﺪأﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻻﺯمة ﺍﻟﻤﺎلية بضرب الأسواق.
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﻝ فإن هذا ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ الظاهر في الحركة السعرية ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ مشكلة حقيقية ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻜﺴﺎﺩ ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﺮﺏ الازمة ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ المالية. حينها ﺳﻴﻨﺨﻔﺾ النمو الاقتصادي ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى متدني ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻭ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الصناعية المتقدمة (ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﻪ ﻭ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﻪ) ﺣﻴﺚ ﺍﻥ نمو الناتج الإجمالي القومي انخفض ﺍﻟﻲ قيمة ﺳﻠﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2008 ﺣﺘﻰ ﺍﻭﺍﺧﺮ2010 . حيت زادت ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﻩ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎلة ﻭﺑﺪأ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ مرحلة كساد. ﺍﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ فإﻧﻨﺎ نلاحظ أن ﻣﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ للأسواق ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ تبدو وكأنها تسير كحزمة ﻭﺍﺣﺪﻩ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎلة المترابطة للاسواق ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻬﺎ ﺍﻥ تنبه ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ لتخفيض ﺭﺍﺱ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ فيها ﻭ تحثهم على البحث ﻋﻦ ﻓﺮﺹ ﺑﺪيلة ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺧﺮ ﺣﻴﺚ تكون المخاطر ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﻮﺍﻕ أﻗﻞ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﻪ أخرى فإن ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﺗﻌﺪ اقل ارتباطا ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ الإقتصاديات الدولية ولكنها ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ اعتمادها ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎعية ﺍﻟﻤﺘﻘﺪمة . إن ﻃﺒﻴﻌﻪ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة تعد ﻋﺸﻮﺍئية ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎبلة للتنبئ بها. و بشكل عام فإن الاسواق ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮة هي أسواق ﻣﺮﻏﻮبة من قبل ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ أزمة فإن ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ستكون الملاذ و ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ .
إن ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮكة السعرية ﻓﻲ سوق ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎلية ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎمية ﺍﻭ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻪ. إن ﻋﺪﻡ التجانس ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﻓﺮﺻﻪ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﻪ بحد ﺫﺍﺗﻬﺎ .
فإذا ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ البياني ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ الذي يمثل نمو الناتج الإجمالي القومي للأسواق الناشئة مع سابقه (ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ) فإننا ﻧﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ نموا ايجابيا ﻭﺧﺎﺻﻪ ظل ﺍﻻﺯمة المالية ﻣﻦ 2008 و حتى 2010 .إن لهذا التباين في طبيعة الاسواق ﻋﻮﺍﻣﻞ وﺍﺳﺒﺎﺏ ﺗﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﻭ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الصناعية ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.
ﺍﻭﻻ ,ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎفية ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ حيث إن ﺷﻔﺎﻓﻴﻪ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة تعد منخفضة ﻣﻘﺎﺭنة ﺑﺎﻻﺳﻮﺍﻕ الصناعية ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ فوﻓﻘﺎ ﻟﻤﺆﺷﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎفية CPI Index فإن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﻘﻴﺲ ﺩﺭجة ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍو يمكن أن ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎفية ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ المعلومات المتاحة في ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ وسهل. يتدرج ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﺑﻴﻦ قيمة ﻋﺸﺮة للسوق عالي الشفافية حيث يعدها رجال الاعمال نظيفة و بين قيمة 0 لأسواق الفاسدة. إن الرسم ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ المشار عليه يوضح درجات ﺍﻟﺸﻔﺎفية ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ حيث أن ﺩﺭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎفية في ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ سجلت قيم ﻋﺎلية ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ بالنسية للاسواق الناشئة و ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﺩﺭجة منخفضة ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﻪ.
ثانيا, ان حاجات ﺍﻟﺴﻮﻕ تعتبر ﻋﺎملا هاما ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ضعف هذا ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة حيث يرتكز على اختلاف حجم و عدم تجانس نوعية ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ بين بعضها البعض. وكذلك اعتمادها في التبادلات التجارية على المواد الأولية كالنفط و الغاز و غيرها من المواد.
ثالثا, ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ الرقابي والإداري و كذلك الاختلاف في النظام المالي لهذه الدول ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة اضافة ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﻮلة ﺍﻭ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻮلة ﻓﻲ اﺳﻮﺍﻕ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎلية لتلك الدول ﻻ تعتبر ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ لتتأثر ﻓﻲ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﺮ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﻭﺍﺧﻴﺮﺍ فإن ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﻗﺪ ﺑﺪأﺕ ﺍﻭ ﺯﺍﺩﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ تخلت عنها ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ كاﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﻪ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﻪ حيث ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﻪ يشكل منفرد ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮجية حيث إن هذه الاخيرة قد تعاني في فترة الازمات المالية ﻣﻦ كساد أو انحسار في قنوات البيع و التصريف. إن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ الصناعي ﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻅ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ الناشئة ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﻴﺪ ﺟﺪﺍ ﻭﺧﺎﺻﻪ ﻓﻲ فترة الكساد, ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻳﻪ ﺣﺎﻝ ﻓﺎﻥ إﺧﺘﻴﺎﺭ البيئة ﺍﻟﻤﻨﺎسبة للاعمال ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ الناشئة ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻌﺒﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ مخاطر الاستثمار في الأسواق المترنحة.